منذ أكثر من عشرون عامًا، نشر مايكل بورتر مقالاً في هارفارد بيزنس بعنوان "ما هي الإستراتيجية؟ كتب فيه "الاستراتيجية التنافسية هي أن تكون مختلفًا وهذا يعني اختيار مجموعة مختلفة من الأنشطة لتقديم مزيج فريد من القيمة للعملاء وأضاف ايضاً "لا" للأنشطة أو المنتجات أو الخدمات التي لا تصنع قيمة مضافة للعملاء، ويتطلب ذلك تحديد وتطوير تمركز استراتيجي لم يكن مشغولا من قبل الشركات الأخرى والمنافسين ثم بناء نموذج العمل بشكل واضح وخلق قيمة بطريقة لا يمكن للأخرين القيام بها. ووصف غاري هامل الأهداف الاستراتيجية على انها الطموح الذي يتجاوز الموارد والقدرات الحالية وهذا النهج يشير فيه إلى أنه يجب على الشركات توسيع مواردها للوفاء بطموحاتها بدلاً من قصر الاستراتيجيات على الموارد الموجودة.
وتعتبر مصفوفات سبيس و سوات أداتين هامتين لتعريف الموقف الاستراتيجي للمنظمات و الفرق بين المصفوفتان أن مصفوفة سوات تركز على ابراز جوانب القوة والضعف (كعوامل داخلية) و الفرص والتهديدات (كعوامل خارجية) لتشكيل الاستراتيجية في حين تركز مصفوفة سبيس على تقييم الموقف الاستراتيجي المتعلق بالوضع التنافسي للمنظمة من جانب القوة المالية والميزة التنافسية (كعوامل داخلية) والاستقرار البيئي وقوة الصناعة (كعوامل خارجية) لتشكيل وصياغة الاستراتيجية. ولكل من العوامل الداخلية والخارجية في مصفوفة سبيس مقاييس معينية حيث ان عامل القوة المالية يقاس بالعائد على الاستثمار، السيولة، رأس المال المطلوب ، التدفق النقدي، سهولة الخروج من السوق والمخاطر التي ينطوي عليها العمل، ويتم قياس عامل الميزة التنافسية من خلال: الحصة السوقية، جودة المنتج، دورة حياة المنتج، ولاء العملاء، والمعرفة التكنولوجية والتكامل الرأسي ، ويقاس عامل قوة الصناعة من خلال: معدل النمو ، وإمكانية الربح، والاستقرار المالي والتكنولوجي ، الدراية الفنية، واستخدام الموارد، وكثافة رأس المال، وسهولة الدخول إلى السوق . اما عامل الاستقرار البيئي فيقاس من خلال: التغير التكنولوجي، معدلات التضخم، تغيير الطلب، الحواجز أمام الدخول إلى السوق، الضغط التنافسي، النطاق السعري للمنتجات المنافسة . يتم تقسيم مصفوفة سبيس إلى أربعة اجزاء حيث يقترح كل ربع نوعًا مختلفًا من الإستراتيجية بناءً على نتائج تحليل المنظمة.
1. معالجة المقاييس المندرجة تحت العوامل الرئيسية لتحديد القوة المالية (FS) ، والميزة التنافسية (CA) ، والاستقرار البيئي (ES) ، وقوة الصناعة (IS).
2. عمل تقييمات تتراوح ما بين +1 (الأسوأ) إلى +6 (الأفضل) لكل من المقاييس التي تشكل القوة المالية ووقوه الصناعة.
3. عمل تقييمات تتراوح ما بين -1 (أفضل) إلى -6 (أسوأ) لكل من المقاييس التي تشكل الاستقرار البيئي والميزة التنافسية
4. حساب متوسط الدرجة لجميع العوامل الأربعة عن طريق جمع القيم المعطاة والقسمة على عدد المقاييس المدرجة في البعد المعني.
5. رسم متوسط الدرجات لكل العوامل الاربعة على المحور Y&X .
6. حدد الاتجاهات الاستراتيجية الموصي بتبنيها سواء كانت: هجومية، تنافسية، دفاعية، أو متحفظة.
عندما يقع المؤشر الخاص بالاستراتيجية في الربع الهجومي (الربع العلوي الأيمن) من مصفوفة سبيس، تكون المنظمة في وضع ملائم لاستخدام القوة الداخلية: ولاستفادة من الفرص الخارجية والتغلب على نقاط الضعف الداخلية وتجنب أو تقليل التهديدات الخارجية. وعندما يظهر المؤشر في الربع المحافظ (الربع العلوي الأيسر) من مصفوفة سبيس فستكون المنظمة في وضع ملائم لتبني استراتيجيات الاختراق، وتطوير وتنويع المنتجات.
اما عندما يظهر المؤشر في الربع السفلي الأيسر أو الدفاعي من مصفوفة سبيس يشير ذلك إلى أن الاستراتيجية سوف تتمحور حول تصحيح نقاط الضعف الداخلية وتجنب التهديدات الخارجية وتقليص النفقات، والتجريد، والتصفية، والتنويع المركز. أخيرًا، عندما يظهر المؤشر في الربع الأيمن السفلي أو الربع التنافسي من مصفوفة سبيس يشير ذلك إلى أن الاستراتيجيات التنافسية ستكون الأكثر ملاءمة. تشمل الاستراتيجيات التنافسية التكامل الخلفي والأمامي والأفقي؛ اختراق السوق؛ تطوير السوق وتطوير المنتجات، ومشاريع الاستثمار الجريء.